responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الشيعة السياسي نویسنده : الجابري، عبدالستار    جلد : 1  صفحه : 21

وبالإضافة إلى الأسباب المتقدمة عملت يد الغيب عملها في إنهاء الحصار وتحطيم غطرسة المشركين العسكرية والسياسية أمام الدولة النبوية حيث أرسل الله تعالى الرياح العاصفة الباردة والظلام الدامس فأكفأت القدور واطفأت النيران فكان واحدهم لشدة الظلمة لا يرى من إلى جنبه فقرر زعماء قريش إنهاء الحصار والعودة إلى مكة، وأول من ارتحل أبو سفيان وفي الصباح علم شركاء قريش بترك قريش حصار المدينة فعادوا أدراجهم إلى بلدانهم.

كان فشل المشركين في القضاء على الدولة الإسلامية في غزوة الأحزاب يعدّ فتحاً مبيناً للمسلمين وأضاف إلى قوتهم العسكرية والسياسية الشيء الكثير، حيث أصبحت المدينة بعد الأحزاب مركزاً سياسياً وعسكرياً مرهوب الجانب عند قبائل العرب وفي المقابل فقد المشركون الثقة بقدراتهم أمام قدرة الدولة الإسلامية، كما أنه لم يعد هناك احتمال لجمع قوى الشرك مرة أخرى لمهاجمة الدولة النبوية لأن تلك التجربة كانت الأولى وانتهت بالفشل الذريع.

وبعد الأحزاب لم يعد هناك خطر عسكري يواجه المسلمين عدا ما يمكن أن تقوم به قريش من هجوم عسكري إلاّ أن الظروف العسكرية التي يعيشها القرشيون لا تساعدهم إلى المبادرة بالهجوم العسكري على المدينة لقوة المسلمين العسكرية التي جربوا حظهم معها في بدر وأحد، وعدا قريش من قبائل العرب لم يكن لها دافع خاص ولا منافع خاصة تشجعهم لخوض المعارك ضد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهم يعلمون مدى القوة والمنعة التي يتصف بها أهل المدينة المنورة.

بقي هناك خطر مهم لابد للمسلمين من اجتثاثه لأنه من الممكن أن يتحول إلى خطر جدّي في أي لحظة من اللحظات وهو خطر يهود بني قريظة الذين من الممكن أن يغدروا بالمسلمين خاصة وأنهم نكثوا العهد الذي كان بينهم وبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقرر النبي صلى الله عليه

نام کتاب : تاريخ الشيعة السياسي نویسنده : الجابري، عبدالستار    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست