كثيرة هي الشبهات في هذا المجال وأكثر منها الروايات الصحاح المتواترة في شأن الإمام المهدي عليه السلام, ونتيجة للتراكمات السياسية التي عبثت في الفكر الإسلامي كان نصيب القضية المهدوية كبيراً في بث شبهات تحاول الإحاطة بما أسسه النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وما تسالم عليه الصحابة من خروج الإمام المهدي عليه السلام مهما طال أمر انتظاره, إلاّ أنّ الحالة السياسية في البلاد الإسلامية جعلت قضية الإمام المهدي عليه السلام تهديداً خطيراً لوجودها وتشكيكاً حقيقياً لمشروعيتها فسعت جاهدة للحؤول دون الوصول إلى الحقيقة في شأن القضية المهدوية وحاولت - عبثاً- إيقاف هذه العقيدة عند حدود المدعيات ليس أكثر فنمت حالة التشكيك - السياسي- في القضية المهدوية وأُسست على تداعياتها أحاديث اُقحمت في المدونات الحديثية فضلاً عن الشبهات التي روجتها الدوائرالسياسية أو الفكرية التي تصطف في منهج الحاكم لتعزز من عملية التشكيك والتهويل. وها نحن نعرض نماذج لهذه الشبهات للإجابة عنها بشكل مختصر ليتسنى للباحث الاطلاع على "تحديث" هذه الشبهات بين مدّة وأخرى لتوهم المتلقي بأنّ هناك شبهات فعلية تتصاعد وتائرها تبعاً لثقافة الأمة, والحال أنّ هذه الشبهات ما هي إلاّ شبهات قديمة تصاغ على أساس قوالب جاهزة بين مدّة وأخرى فيترائى للبعض بأنّ هذه الشبهات تتجدد دائماً, في حين هي شبهات معدودة لكنها تتقولب بقوالب مختلفة وألفاظ متباينة.