نام کتاب : المحبة في الكتاب و السنة نویسنده : محمدی ریشهری، محمد جلد : 1 صفحه : 383
السبب الذي جعل النصوص الدينيّة تؤكّد أنّ المحبّة القائمة على اسس
الدين وفي سبيل اللَّه هي المحبّة الوحيدة التي يُكتب لها البقاء، أمّا المحبّة
المبنيّة على الأنانيّة والدوافع المصلحيّة فهي تتحوّل عاجلًا أو آجلًا إلى بغضاء: «الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا
الْمُتَّقِينَ»[1749].
وفي
ضوء ما مرّ، يتّضح أنّ حكمة الترغيب في المحبّة في اللَّه هي أنّها قوام المجتمع
الإنساني المنشود وأنّه لا سبيل لتحقّقه إلّابها.
فلسفة
البغض في اللَّه
قد
يتبادر هنا إلى الأذهان سؤال مهمّ، مفاده أنّ الإسلام إذا كان يرنو إلى تشييد صرح
مجتمع قائم على المحبّة، فلماذا يحرّض أتباعه على البغض في اللَّه ويحثّهم عليه
كحثّه إيّاهم على المحبّة في اللَّه، معتبراً إياه أفضل الأعمال وأوثق عرى
الإيمان؟! وفضلًا عن ذلك؛ ما الضرورة لبغض الآخرين بدلًا من محبّتهم؟ ثمّ هل يحلّ
البغض شيئاً من المعضلات الاجتماعيّة؟ و هل بإمكانه أن يضع حلًاّ لواحدة منها؟
وبعبارة اخرى: ما حكمة البغض في اللَّه؟
معنى
البغض في اللَّه
ولغرض
معرفة الحكمة الكامنة وراء مبدأ البغض في اللَّه، يجب ابتداءً معرفة معنى هذا
التعبير، ولو تمّ بيانه على النحو الصحيح، لا تبقى بعدئذٍ ثمّة ضرورة لبيان
الحكمة منه.
إنّ
البغض في اللَّه معناه أنّ المُبْغِض ليس لديه عداء شخصيّ مع المبغوض، وليس هناك
مصلحة شخصيّة في عدائه له، وإنّما يبغضه ويعاديه للَّهوليس لذاته، على هذا
المنوال يبدو هناك بَوْنٌ شاسع بين البغض في اللَّه، والبغض الشخصيّ.