تُحِبُّهُ؟
فَقُلتُ: نَعَم.
فَقالَ لي: ولِمَ لا تُحِبُّهُ وهُوَ أخوكَ، وشَريكُكَ في دينِكَ، وعَونُكَ عَلى عَدُوِّكَ، ورِزقُهُ عَلى غَيرِكَ![1690]
2/ 4: الإِخاءُ بَينَ أصحابِ النَّبِيِ
1464. الطبقات الكبرى عن ضمرة بن سعيد: لَمّا قَدِمَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله المَدينَةَ آخى بَينَ المُهاجِرينَ؛ بَعضِهِم لِبَعضٍ، وآخى بَينَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ، آخى بَينَهُم عَلَى الحَقِّ وَالمُؤاساةِ، ويَتَوارَثونَ بَعدَ المَماتِ دونَ ذَوِي الأَرحامِ.
و كانوا تِسعينَ رَجُلًا؛ خَمسَةٌ وأربَعونَ مِنَ المُهاجِرينَ، وخَمسَةٌ وأربَعونَ مِنَ الأَنصارِ، ويُقالُ: كانوا مِائَةً؛ خَمسونٌ مِنَ المُهاجِرينَ، وخَمسونٌ مِنَ الأَنصارِ. وكانَ ذلِكَ قَبلَ بَدرٍ، فَلَمّا كانَت وَقعَةُ بَدرٍ وأنزَلَ اللَّهُ تَعالى: «وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ»[1691] فَنَسَخَت هذِهِ الآيَةُ ما كانَ قَبلَها، وَانقَطَعَتِ المُؤاخاةُ فِي الميراثِ، ورَجَعَ كُلُّ إنسانٍ إلى نَسَبِهِ، ووَرِثَهُ ذَوو رَحِمِهِ.[1692]
1465. الإمام عليّ عليه السلام: إنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله لَمّا هاجَرَ إلَى المَدينَةِ آخى بَينَ أصحابِهِ مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ؛ جَعَلَ المَواريثَ عَلَى الاخُوَّةِ فِي الدّينِ لا في ميراثِ الأَرحامِ، وذلِكَ قَولُهُ تَعالى: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ الَّذِينَ آوَوْا وَ نَصَرُوا أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ
[1690]. الكافي: 2/ 166/ 6، بحار الأنوار: 74/ 271/ 10.
[1691]. الأنفال: 75.
[1692]. الطبقات الكبرى: 1/ 238؛ بحار الأنوار: 19/ 130 نقلًا عن المنتقى في مولود المصطفى وراجع تفسير القمّي: 1/ 280.