ومعنى
هذا الكلام أنّ محبّة اللَّه أهمّ ركائز البناء الفردي والاجتماعي والتكامل
المادّي والمعنوي للإنسان، وكلّ ما جاء به الأنبياء لهداية المجتمع البشري إنّما
يؤتي ثماره فيما إذا قام على هذه الركيزة، ومالم يندكّ الإنسان في محبّة اللَّه لا
يتسنّى له إدراك الحكمة الكامنة من وراء خلقه.
أشار
الإمام السجّاد عليه السلام في دعاء مكارم الأخلاق الوارد في الصحيفة السجّادية
إلى اكسير المحبّة، حيث يقول:
«وَانْهَج
لي إلى مَحَبَّتِكَ سَبِيلًا سَهلَةً أكمِل لي بِها خَيرَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ».[1088]
وانطلاقاً
من هذا التصوّر فكلّما ازداد حبّ الإنسان للَّه، تتوفّر أمامه فرص أكثر لإدراك سرّ
خلقه وبلوغ كماله الإنساني، ولهذا يُخاطَب أهل بيت رسول اللَّه صلى الله عليه و
آله- الذين بلغوا ذرى مراتب الإنسانيّة والإمامة- في الزيارة الجامعة بصفة «