وثانيهما:
الاجتناب عن حُجُب المعرفة ولو مؤقّتاً، فإذا قرأ أحدٌ القرآنَ بتدبّر ولم يجتنب
عن الظّلم، والتّعصّب، والاستبداد والكبر، والعُجب، وشرب الخمر، فتلاوته غير شافية
قال اللَّه سبحانه: «إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ
الظَّالِمِينَ».[1036]
«إِنَّ
اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ».[1037]
إنّ
القرآن هدىً، ولكنّه هدىً لمن أزال عن طريقه حُجُب الهدى الّتي هي حُجُب العلم
والحكمة نفسها: «ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ».[1038]
وإذا
فقد التّالي شروط التّلاوة، فالقرآن لا يشفيه ولا يزيل الحُجُب عن قلبه بل يضيف
حجاباً إلى تلك الحُجب، قال تعالى: «وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ
ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ لا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا
خَساراً».[1039]
ومثل
هذا القارئ لا تشمله رحمة الحقّ، بل تلاحقه لعنة القرآن. قال النبيّ صلى الله عليه
و آله: