responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العلم و الحكمة في الكتاب و السنة نویسنده : محمدی ری‌شهری، محمد    جلد : 1  صفحه : 207

شرطان أساسيّان لتأثير هذا الدّواء، أوّلهما: التّدبّر فإنّه روي عن الإمام عليّ عليه السلام‌

«لاخَيرَ في قِراءَةٍ لَيسَ فيها تَدَبُّرٌ».[1035]

وثانيهما: الاجتناب عن حُجُب المعرفة ولو مؤقّتاً، فإذا قرأ أحدٌ القرآنَ بتدبّر ولم يجتنب عن الظّلم، والتّعصّب، والاستبداد والكبر، والعُجب، وشرب الخمر، فتلاوته غير شافية قال اللَّه سبحانه: «إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ».[1036]

«إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ».[1037]

إنّ القرآن هدىً، ولكنّه هدىً لمن أزال عن طريقه حُجُب الهدى‌ الّتي هي حُجُب العلم والحكمة نفسها: «ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ».[1038]

وإذا فقد التّالي شروط التّلاوة، فالقرآن لا يشفيه ولا يزيل الحُجُب عن قلبه بل يضيف حجاباً إلى تلك الحُجب، قال تعالى‌: «وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ لا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً».[1039]

ومثل هذا القارئ لا تشمله رحمة الحقّ، بل تلاحقه لعنة القرآن. قال النبيّ صلى الله عليه و آله:

«رُبَّ تالٍ لِلقُرآنِ وَالقُرآنُ يَلعَنُهُ»

.[1040]

وهكذا سائر أدوية العلم والحكمة فلها شروطها الخاصّة بها، ونرجئ الحديث عنها إلى وقت آخر.

4. أُصول أدوية المعرفة

إنّ ما ذُكر في هذا الفصل بوصفه دواءً للمعرفة يعود إلى‌ عاملين: أحدهما القرآن، ويمكن أن نطلق عليه اصطلاح «الدّواء التّشريعيّ»، والآخر البلاء، وهو


[1035]. بحارالأنوار: ج 92 ص 211 ح 4.

[1036]. الأنعام: 144، القصص: 50، الأحقاف: 10.

[1037]. المنافقون: 6.

[1038]. البقرة: 2.

[1039]. الإسراء: 82.

[1040]. جامع الأخبار: ص 130 ح 255، بحارالأنوار: ج 92 ص 184 ح 19.

نام کتاب : العلم و الحكمة في الكتاب و السنة نویسنده : محمدی ری‌شهری، محمد    جلد : 1  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست