أنرتكب الحرام بغير حل
***
***
ونحن ذووا المكارم في الأنام
إذا ذكر الحرام فنحن قوم
***
***
جوارحنا تصان عن الحرام
فقال له أبوه: يا ولدي ما جرى عليك بعدي؟ فأخبره
بخبره، ووصف له صفاتها فعرفها، وقال له: يا بني هذه زرقاء اليمامة، قد نظرت إلى
النور الذي في وجهك يلوح، فعرفت أنه الشرف الوكيد، والعز الذي لا يبيد، فأرادت أن
تسلبه منك، والحمد لله الذي عصمك عنها، ثم رحل به إلى مكة، وزوجه بآمنة بنت وهب،
فلما رأته الزرقاء عرفته، وعلمت أنه تزوج، فقالت: ألست صاحبي باليمامة في يوم كذا؟
قال لها: نعم، فلا أهلاً بك ولا سهلاً، يا ابنة اللخناء، قالت: أين النور الذي كان
في غرتك؟ قال: في بطن زوجتي آمنة بنت وهب، قالت: لا شك أنها لذلك أهل [105].
عملية اغتيال فاشلة
بعدما عجزت زرقاء اليمامة من عبد الله
والد النبي’ ولم تفلح في اختطاف النور النبوي وعلمت أنّه انتقل إلى السيدة آمنة فأخذت
تخطط وتفكر في قتل آمنة، وكيف تعمل الحيلة، فأقبلت حتى نزلت على امرأة من الخزرج
اسمها تكنا، وكانت ماشطة لآمنة، فلما أصبحت جلست بين يدي الزرقاء فقالت: ما لي أراك
مغمومة؟ قالت لها: يا أختاه إن الذي نزل بي من الهموم والغموم لخروجي من الأوطان،
وذهابي من البلدان، وتشتتي في كل مكان، وتفردي عن
[105]
راجع: بحار الأنوار, العلامة المجلسي, ج 15 ص 313.