الشامخة والأرحام المطهرة)[46],
وهذه الطهارة والصفات الايجابية التي حوتها أمّ المعصوم (س) لم تكن وليدة الفترة
المتأخرة أو المزامنة باقترانها بالإمام علیه السلام , حيث ربما يقال أنّه لا يشترط أن تكون
أُم الإمام المعصوم (س) طاهرة وكاملة في بداية أمرها, وإنما يكون ذلك بعد دخولها
الإسلام وقد تابت وأحسنت توبتها وحصلت على الطهارة والصفات العالية.
قلنا: صحيح أنّ التائب من الذنب كمن لا ذنب له, لكن هذا لا يرفع الآثار
التكوينية والمخلفات النفسية والجسدية, نعم يصح أن نقول يرتفع عنه العقاب الأخروي
بحسب تطبيق موازينه وإجراء أحكامه, وإنما تبقى الآثار التكوينية في الجسد والنفس
جراء تلك الذنوب وممارسة المنكرات, ويمكن أن نقرب ذلك بمثال: من قبيل لو شرب
الإنسان الخمرة وبعد الشرب مباشرة أدركته الرحمة الإلهية وتاب توبة نصوحة فلا تجديه
هذه التوبة عن ترتب الآثار التكوينية (السكر) حيث يصاب بالسكر والغثيان وتترتب
عليه كل الآثار الجسدية والنفسية, نعم كل ما هنالك يرتفع عنه العقاب الأُخروي في
حال قبول التوبة, وهنا لو فرضنا أنّ أمّ المعصوم علیه السلام كانت تزاول وتمارس المنكر قبل اقترانها
بالإمام علیه السلام , بلا شك يبقى أثره في
جسمها ونفسها ولا تصلح أن تكون وعاءً وحجراً للمعصوم؛ لأنه سينعكس عليه جملة من
الآثار السلبية جراء تلوث جسد ونفس الأم, كما تقدمت الإشارة إليه من الناحية
العلمية والشرعية, فعليه لابد أن تكون أمّ المعصوم (س) خالية من الشوائب والآثار
السلبية لاسيما من اللحاظ الجسدي