ثم هذا القسم الثاني ينقسم إلى قسمين أحدهما ما تتصرف فيه النفس بالحكاية
فتنتقل من الشيء إلى ما يناسبه أو يضاده ووقفت في المرة والمرتين مثلاً بحيث لا
يعسر رده إلى أصله, وثانيهما ما تتصرف فيه النفس من غير أن تقف على حدٍ كأن تنتقل
مثلاً من الشيء إلى ضده ومن الضد إلى مثله ومن مثل الضد إلى ضد المثل وهكذا بحيث
يتعذر أو يتعسر للمعبر أنّ يرده إلى الأصل المشهود, وهذا النوع من المنامات هي المسماة
بأضغاث الأحلام ولا تعبير لها لتعسره أو تعذره[574].
والحاصل: إنّ المنامات ثلاثة أقسام كلية: وهى المنامات الصريحة ولا تعبير
لها لعدم الحاجة إليه, وأضغاث الأحلام ولا تعبير فيها لتعذره أو تعسره, والمنامات
التي تصرفت فيها النفس بالحكاية والتمثيل وهي التي تقبل التعبير.
الرؤيا الصادقة
الرؤيا الصادقة حقيقة ثابتة كما دلت عليها شواهد كثيرة من القرآن والسنة,
وقد ذكر ذلك بشكل صريح في القرآن الكريم في منامات عديدة من الأنبياء وغيرهم, كما
في سورة الصافات (رؤيا النبي إبراهيم علیه السلام ), وفي سورة يوسف أربعة منامات, أحدها ليوسف علیه السلام ,
واثنان للشابين الذين دخلا معه السجن, ورؤيا للملك يوم ذاك, وكانت هذه الأحلام
والمنامات صادقة وقد تحقق تأويلها وتعبيرها في الخارج.
[574]
راجع: تفسير الميزان, السيد الطباطبائي, ج 11 ص 271.