وهذا بخلاف ما ذهب اليه الشيخ المفيد& حيث قال: قبرها في البقيع، وهو
القبر الذي فيه ولدها الحسن علیه السلام [516].
استحباب زيارة فاطمة (س)
لا ريب أنّ للزهراء (س) مكانة عظيمة عند الله ومحبة في قلوب المؤمنين, ولو
شاءت الحكمة أن يظهر قبرها لكان مزاراً أوسع مما يتصور ولا يقل شأنا عن غيره من
المعصومين*, ومع أخفاء قبرها لا يسقط
استحباب زيارتها كما كشفت عنه الروايات, وروي في فضل زيارتها أكثر من أن يحصى.
فقد روى ابن يزيد بن عبد الملك، عن أبيه، عن جده قال: دخلت على فاطمة (س) فابتدأتني
بالسلام، ثم قالت: ما غدا بك؟ قلت: طلب البركة. فقالت: أخبرني أبي وهو ذا، هو أنه
من سلم علي ثلاثة أيام أوجب [الله] له الجنة. قال: فقلت لها: في حياته وحياتك؟
قالت: نعم، وبعد موتنا [517].
أما زيارتها (س) تقف على قبرها أو على أحد المواضع المحتملة وتقول: السلام
عليك يا ممتحنة، امتحنك الذي خلقك قبل أن يخلقك، فوجدك لما امتحنك به صابرة، ونحن
لك أولياء ومصدقون، ولكل ما أتى به أبوك’، وأتى به وصيه علیه السلام مسلمون. ونحن نسألك اللهم
إذ كنا مصدقين لهم أن تلحقنا بتصديقنا لهم بالدرج العليا لنبشر أنفسنا بأنا قد
طهرنا بولايتهم عليهم السلام [518].