من الأمور المهمة والتي تكون ذا أهمية كبيرة في معرفة درجة أيمان الفرد المسلم
مسألة الرضا عن الله تعالى، فمقام الرضا يحتاج إلى معرفة ويقين حتى يصل إليه الإنسان
ويكون من الراضين بما قسم الله تعالى حتى يصل في النهاية إلى مرحلة إيمانية عالية
جداً، وكما ورد في دعاء كميل: (وتجعلني بقسمك راضياً قانعاً) أي أن الإنسان المؤمن
يطلب من الله تعالى أن يوصله إلى مقام الرضا منه جل وعلا في كل ما يقسمه له سواء
من خير أو بلاء أو غير ذلك، وعلى غرار هذا وردت عدة أحاديث مروية عن أهل بيت
العصمة*: من جملتها ما جاء في الحديث الشريف عن علي بن الحسين (س) أنّه قال: الصبر والرضا عن الله رأس طاعة الله، ومن صبر ورضي عن الله فيما قضى
عليه فيما أحب أو كره، لم يقض الله عز وجل له فيما أحب أو كره إلا ما هو خير له[482]. لأنّ الله سبحانه لا
يختار لعبده إلا ما فيه خيره ومصلحته، وإن خفيت تلك المصلحة على العبد لمحدوديته
وقصوره عن الإحاطة بمصالحه ومفاسده.
وجاء في حديث آخر عن أبي عبد الله علیه السلام قال: إنّ أعلم الناس بالله
أرضاهم بقضاء الله عز وجل[483]. من هنا يظهر مقام
الزهراء (س) العالي, حيث إنها كانت راضية عن الله تعالى بكل ما قدر لها من خير وبلاء،
وبما قدر لها من مرارة الدنيا ومشقاتها ومصائبها وبلاياها, وهذا يظهر من خلال أبسط
تأمل لحياتها وما