تاريخ زواج فاطمة (س)

ذكر المؤرخون أن الزهراء عقدت لعلي‘ لليلتين بقيتا من شهر صفر بعد الهجرة، وبعضهم قال: بعد سنة من الهجرة، وبعضهم قال: في شهر صفر من السنة الثانية للهجرة وهو يقصد البدء بالسنة الثانية من المحرم، وجاء في الكافي عن سعيد بن المسيّب قال: فقلت لعلي بن الحسين‘ فمتى زوج رسول الله’ فاطمة من علي‘ فقال: بالمدينة بعد الهجرة بسنة وكان لها يومئذ تسع سنين[432].

وأما بناء علي علیه السلام بها أي الزفاف: فقد نقل الطبري عن الواقدي بسنده عن الباقر علیه السلام قال: إن علي بن أبي طالب بنى بفاطمة (س) في ذي الحجة على رأس اثنين وعشرين شهراً. كما رواه الدولابي في الذرية الطاهرة عن الصادق علیه السلام أما عن اليوم فقد عينه المفيد في مسار الشيعة والطوسي في المصباح باليوم الأول منه[433].

الملائكة تحضر زفاف فاطمة (س)

إنّ زفاف فاطمة (س) يختلف عن غيره, حيث حفته جملة من الكرامات وقد شارك فيه النبي’ مع أفواج من الملائكة المقربين وغيرهم, فقد ورد عن أسماء بنت عميس [434]، أنها قالت: كنت فيمن زفت فاطمة إلى علي علیه السلام ، فلما

[432] الكافي, الشيخ الكليني, ج 8 ص340.

[433] راجع: موسوعة التاريخ الإسلامي, محمد هادي اليوسفي, ج 2 ص 211.

[434] ربما المراد هنا سلمى بنت عميس ليس أختها أسماء, لأنها كانت مهاجرة بأرض الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب عليهما السلام، ولم تعد هي ولا زوجها إلا يوم فتح خيبر وذلك في سنة ست من الهجرة، ولم تشهد الزفاف لأنه كان في ذي الحجة من سنة اثنتين. والتي شهدت الزفاف سلمى بنت عميس, وهي زوجة حمزة بن عبد المطلب، ولكن كانت أسماء أشهر من أختها عند الرواة فرووا عنها، أو سهى راو واحد فتبعوه. راجع: موسوعة التاريخ الإسلامي, محمد هادي اليوسفي, ج 2 ص 217.