بهذه الصفة التي حلقت بها فجعلتها في سماء السبق إلى ساحة المعالي, وجدير
بنا أن نذكر بعض صفاتها.
من صفاتها السخاء
لقد كانت (س) من أهل الجود والكرم وكانت معروفة بهذا الوصف, ولذا قال أبو طالب علیه السلام في خطبته حين خطب خديجة للنبي’ (خاطب كريمتكم الموصوفة بالسخاء
والعفة) [293].
ويدل على هذا أيضا ما رواه ابن الأثير: قدمت عليه حليمة فشكت إليه جدب
البلاد فكلم لها خديجة فأعطتها أربعين شاة وبعيراً موقعاً للظعينة [294].
وعن البيهقي: عن رسول الله’ ما رأيت
من صاحبة أجيد خيراً من خديجة ما كنا نرجع أنا وصاحبي إلا وجدنا عندها تحفة من
طعام تخبوه لنا [295].
ويكفيها شاهداً أنّها وهبت كل ما تملك إلى رسول الله’ وجعلته تحت تصرفه, حتى قال’: ما نفعني مال قط مثل ما نفعني مال
خديجة (س) ، وكان رسول الله’ يفك من مالها الغارم والعاني ويحمل الكل، ويعطي في النائبة، ويرفد فقراء
أصحابه إذ كان بمكة، ويحمل من أراد منهم الهجرة [296].
[294]
النهاية في غريب الحديث: ج 5 ص 215. الطبقات الكبرى: ج 1 ص 113. الموقع: الذي
بظهره آثار الدبر لكثرة ما حمل عليه وركب فهو ذلول مجرب. والظعينة: الهودج.