وصلِّ عنها ركعتين ثم ادع أن يرد عليك مالك<، قال: ففعلت ذلك ثم خرجت
من باب الصفا وإذا غريمي واقف يقول: يا داود حبستني تعال أقبض مالك [177].
فلو كانوا مشركين كيف يأمر الإمام
الصادق علیه السلام بذلك, بل نفهم من ذلك أن
لهم خصوصيات زائدة على الأيمان ومكانة عالية عند الله.
استغفار إبراهيم علیه السلام لأبيه
وقد اعترض على
القائلين بإيمان جميع آبائه’ إلى آدم، بأن القرآن الكريم ينص على كفر (آزر) أبي إبراهيم،
قال تعالى: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَّ
عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ
لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ}[178].
فيلزم من هذا خرم للقاعدة, في أن سلسلة آباء النبي’ إلى آدم كانوا على الإيمان
والطهر, حيث أنّ والد نبي الله إبراهيم علیه السلام (الذي هو من سلسلة آباء النبي’) لم يكن
على ملة الإسلام وإنّما كان من المشركين كما في هذه الآية, فعليه لا يصح القول إنّ
جميع آباء النبي’ إلى آدم كانوا مؤمنين.
والجواب
أولا: إنّ اسم (آزر) الذي في
الآية ليس أباً لإبراهيم علیه السلام وإنما عمه, أو جده لاُمهِ، على اختلاف النقل واسم أبيه
الحقيقي: (تارخ) وإنّما أطلق عليه لفظ الأب توسعاً، وتجوزاً, وهذا كقوله تعالى: {أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ