السافل تقر عينه بما هو دون وبما
هو ساقط، أما النفس الطاهرة، أما الروح الشفافة، أما الشعور الوضيء، أما العقل
المستقيم فصاحب كلّ ذلك إنما تقر عينه بما هو رفعة وبما هو كرامة وبما هو سمو وبما
هو صالح.
مَن هؤلاء الذين يدعون الله سبحانه
و تعالي أن يهب لهم من أزواجهم وذرياتهم قرة أعين؟
هم عباد الرحمن؛ الذين انصرفوا
بهمتهم إليه، وانطلقت إرادتهم على خط إرادته، وانصاغوا شخصية في ضوء رضاه، وجاءوا
مثلًا- وإن كان محدوداً بعدالته سبحانه و تعالي- ولشيء من علمه ولشيء من رحمته
ولشيء من لطفه، هؤلاء الكبار عمالقة الروح، عمالقة العقل، أصحاب الأرواح العالية،
أصحاب الهمم السامية، المثال الحي للإنسان؛ هؤلاء يطلبون في علاقاتهم مع أزواجهم
أن يجدوا في أزواجهم قرة عين.
وقد يكون صاحب الدعاء رجلًا وقد
تكون امرأة، المرأة المؤمنة الفذة السامية تطلب أن ترى في زوجها قرة عين تريد فيه
الداعية الكبير، تريد فيه الرجولة الكريمة، تريد فيه الكلمة السامية، تريد فيه
الروح الطاهرة، تريد فيه العقل المضحي، تريد العقل الذكي والزكي والوقاد، وتريد
فيه الشخص المضحي، وصاحب الإيثار.
والرجل المؤمن أخو المؤمنة ولا
إخوة كأخوة الإيمان، إنما يطلب زوجة