مقام الأُخوّة الإيمانية

ما هو مقامها من بين الأُخوَّات الأخرى كالأُخوّة النسبية التي هي أقواها؟

فقد لا يُرضي الأخَ النسبيّ إلّا أن يَخرُجَ أخوه على مصلحة الإسلام والمسلمين فما المقدّم؟

وقد يخرج الأخُ في حربٍ ضدَّ الإسلام، ويكون أخوه في الجبهة الأخرى ويلتقيان وجهاً لوجه حال المحاربة فما هو الموقف؟

حُكْمُ الإسلام هنا واضح وهو تقديم أُخوّة الإيمان على أخوّة النسب. فلا مسَّ بمصلحة الإسلام والمسلمين لرضا الأخ، ولا بُدَّ من الانتصار للإسلام في المواجهة الحربية المذكورة ولو اقتضى ذلك قتل الأخ أخاه‌ [1].

فعلاقة الإيمان فوق كل علاقة، وفوق كل حسب ونسب: (وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) [2]، وفي الآية الأخرى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [3]، ومن حاكميّة هذه العلاقة قوله تبارك وتعالى‌: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا

[1] خطبة الجمعة (530) 8 محرم 1434 ه-- 23 نوفمبر 2012 م.

[2] سورة التوبة: 71.

[3] سورة الحجرات: 10.