هذا العبد الشقي يحلّ المنطقة
فيملؤها طرباً، يشيع فيها الفساد، وروح التميّع، لا يأتي على يديه إلا ما يعطي
حضوراً للشيطان، ويمهّد القلوب لأن تنفتح على موائد الشيطان.
«إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُأَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَ الْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَ الْمَيْسِرِوَ يَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ عَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْمُنْتَهُونَ[4]» ممارسات هي من أجل
النسيان، هي من أجل الهروب بالقلب عن الله عز وجل، هي من أجل سرقتك عن وعي ذاتك،
من أجل سرقتك عن ارتباطك بآخرتك، عن توجهك بربك الكريم سبحانه و تعالي. الخمر،
الميسر مادة بغضاء، ومادة نسيان. «وَ يَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِاللَّهِ،» ومن طرق الشيطان للصد عن ذكر الله أن يربط الإنسان بالخمرة بالميسر
بالزنا بالفساد.
موارد للتحدي:
النفس دائماً مهيئةٌ لأن تذكر،
ومهيئةٌ لأن تنسى، وفي كلّ المواقف نحن أمام تحدٍّ لأن يغلبنا الشيطان، نحن مهيؤون
إلى أن نكون في معسكر الشيطان، وأن ننسى الله، وأن تلهينا دنيانا عن آخرتنا،
وأشياؤنا التي بيدنا عن ذواتنا.
لكن موارد خاصة يزداد فيها التحدي،
ويعظم الضغط، وتشتد المحنة حتى ليكون الإنسان وكأنه في مهب الريح، والأثقال الكبار
تجد نفسها خفيفةً