responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 70

محدودا، ضئيلًا، صغيراً لعظمة الله التي لا تُحَدّ، لوجود الله المطلق.

فلو ذكر اللهَ ذاكر منا بحقٍّ لكان في ذكر الله شاغلٌ له عن النّظرِ إلى نفسه، لأنك وأنت تنظر إلى المصباح الذي يغطّي بنوره مسافة عشرة كيلو مترات لا يكاد يقع نظرك على الشمعة وذُبالَتِها التي تكاد تموت، فكيف وأن ليس هناك شمعة أمام وجود الله سبحانه و تعالي تملك الاستقلالية والوجودية بالذات؟!

«وَ لَنْ تَذْكُرَهُ حَقِيقَةَالذِّكْرِ حَتَّى تَنْسَى نَفْسَكَ فِي ذِكْرِكَ‌وَتَفْقُدَهَا فِي أَمْرِك» مرّةً ألتفتُ إلى أني مصدر الفعلِ الذي يتِمّ على يدي، أني مصدر الخير الذي يتحصّل بسعيي فيما يتراءى لي، ومرة لا أرى أن لهذه الذات في نفسها أثراً، إنما الأثر الحقّ، والفاعلية الحقّة، والإرادة الفاعلة هي إرادة الله سبحانه و تعالي، فحيث يرى أحدنا نفسه شيئاً في قبال الله، وأنه له فاعليّة في قبال فاعلية الله، وأن له إرادة في قبال إرادة الله سبحانه و تعالي، وأن الله يريد وأنا أريد ويكون ما أريد لا ما يريد الله فذلك نظرٌ للذّات، والنظر إلى الذات وأن لها فاعلية مستقلة هو كفر وشرك.

«وَتَفْقُدَهَا فِي أَمْرِك»

بحيث ترى أنّ الأمر كله لله سبحانه و تعالي. [1]

حضارة النسيان:

النسيان جهل من ناحية القيمة العملية كما تقدّم، فالنّاسي لما عَلِمَ لا رشدَ ولا هدى في تصرُّفه كالجاهل. والنسيان كارثة كبرى إذا كان لما تعني مراعاته الحياة، وإهماله الموت.

والحقائق الكبرى يمثّل الالتفات إليها والأخذ بها في صياغة الذات والمواقف سعادة الأبد ومنها سعادة الحياة، ويمثّل إغفالها أو نسيانها شقاءَ


[1] خطبة الجمعة (153) 17 ربيع الأول 1425 ه-- 7 مايو 2004 م‌

نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست