responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 133

كيف يحمي الإنسان نفسه من الهزيمة؟

هذا الخوف والحزن والقلق والهلع والجزع يسحق ذات الإنسان، يملك عليه خياراته، يُفقده القدرة على القرار الصائب. يكون الانسان تحت طائلته مملوكاً للعواطف، للانفعالات، للمشاعر السلبية بحيث يفقد توازنه، ويفقد قدرة القرار العاقل.

ويريد الإنسان أن يسعد، ولا سعادة مع الضعف، فالضعف يعني الهزيمة، والمهزوم في تصرّف الغير، ولا يملك أن يختار طريق سعادته. فلا بد أن نقوى لنسعد.

ولعلك تعوّل على قوة الخارج؛ إلا أن قوة الخارج مع ضعف الذات لا تكفي لحل المشكل؛ فالنفس الضعيفة تبقى مهزوزةً مغلوبة مصروعةً برغم ما تملك من قوةٍ خارجها. وسلطانُ الشعور المرِّ الثقيل بما عليه النفس من ضعفٍ لا يحمي منه ولا تخففه قوةٌ ما بيدها من شي‌ء. فالغنيُّ مالًا المغلوب في نفسه لطمعه وجشعه شقيٌ لا سعيد، والمفتولُ عضلًا المهزومُ لخوفه بئيس لا محظوظ، والذي يشعر بالصغار والدُّونية لا تعوضه عن مصيبته أسباب الظهور والعزة حوله.

ويمكن لنا أن نحمي أنفسنا من هزيمة الداخل، وأن ننتصر في ذواتنا على التحديات بأن نبني النفس بناء قويّاً لتتحمل، ويخف عليها ثقل الأحداث، وضغطُ المشاعر السلبية، أو تتخلص نهائيا من المعاناة التي تأتيها مما تفقد وما تجد [1]، وحال الخير والشر، والضيق والسعه.

وللإسلام منهج في البناء والقوة منقذٌ للإنسان، ولن يجد الإنسان منهجاً


[1] فإن المعاناة قد يكون مصدرها الفقدان، وقد يكون مصدرها الوجدان، وكما أن الفقر قد يحكم الذات ويقهرها فكذلك الغنى قد يحكم الذات ويقهرها، وكما أن الفقر يمكن أن يشقي، فكذلك الغنى يمكن أن يشقي. (منه حفظه الله).

نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست