نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد جلد : 1 صفحه : 79
العامل الخامس: النّظر في هدايات
الإيمان
" الحديث في منبِّهات روح
التوحيد باستنطاق الفطرة الكنز الكبير في كيان الإنسان، والذي ترجع إليه كلّ ذخائر
الفكر، وهدايات الإيمان، والنفحات العبقة للشعور الكريم"
[1].
وأصل كلّ هدايةٍ من الله تعالى:
قال تعالى:" (قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ
هَدى)[2]، [و] الخلق: فعل الله، وهو مرتبة. والهداية:
خلق الله، وهي مرتبة أخرى. وكما أن لا شيء إلا وهو مخلوق لله، فإنّه لا شيء من
الهداية إلا وهو من الله.
وما خلق الله شيئاً إلا وجعل له
غاية، وكلّ شيء قد هداه الله إلى غايته، لا من شيء في هذا الكون إلا وله موقع،
وله دخالة في تكميل الصورة الكونيّة العامة، وله مشاركة فيما أراد الله عزوجل لهذا
الكون من غاية، مشاركة إيصال، وبلوغ بهذا الكون إلى غايته.
ناسب الله تبارك وتعالى بين كلّ
شيء في غايته، وبين خصائص خلاياه وأجهزته، فجاء كلّ شيء يحمل هداية الله إلى
الغاية التي رسمها له، ولا شيء ينحدر عن طريق الغاية التي حددها الله له، حيث أنّ
الله عزوجل لا تدخل علمه الغفلة، ولا النسيان، ولا شيء من الضلال"
[3].