مقتضى الإيمان بالله أن أتقي الله
بمقدار ما يتوفر لي من إيمان. ولا يمكن أن يزيد تقوى العبد عن مقدار إيمانه، لكنني
أمام مستوى معيّن من الإيمان أعيشه في داخلي، وبمقدار هذا المستوى من الإيمان عليّ
أن أتقي الله تبارك وتعالى، فإذا اتّقيتُ الله بهذا المقدار جاءني نورُ إيمانٍ
جديد، وتدفّق جديدٍ من فيض الله تبارك وتعالى يرفع من مستوى إيماني، ويستنير به
قلبي.
فأخذ المؤمن بتقوى الله وهو مقتضى
إيمانه، ومتابعة الرسول صلي الله عليه وآله وسلم وطاعته طاعة لله يستتبعان نوراً
هادياً مُضافاً من نور الإيمان، وبصيرة من بصيرته.
فعِّل رصيدك من الإيمان عملًا كما
تُفَعِّل رصيدك من المال، وأنت في تفعيلك رصيدك من المال قد تربح وقد تخسر، أما في
تفعيلك رصيدك من الإيمان فأنت رابح لا محالة، وهذا الرصيد يتنامى بمقدار ما فعّلته
كما أراد الله تبارك وتعالى، ومن تفعيله أن تبني مواقفك في ضوئه"
[2].