نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد جلد : 1 صفحه : 351
والظاهر أنّ الشفعاء صفوة يخشون أن
يميل قول لهم عن مرضاة الله، وكبار الشفعاء كالرسول الأعظم صلي الله عليه وآله ليس
أخشى عندهم من أن تميل منهم كلمة عن مرضاة الله سبحانه وتعالي.
عن حسين بن خالد قال: قلت للرضا
عليه السلام: «يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ،- ما أعظم مستفتى يُقال له: يا ابن رسول
الله عن قرب، وليس ابناً نسبيا فقط إنه ابنه بمعنى أنه من خزّان علمه، ومن من
يحملون بين جنبتيهم وحيه- فَمَا مَعْنَى قَوْلِ اللَّهِ عزوجل:
(وَ لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى)[1]؟
قال: «لَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى اللَّهُ دِينَهُ»
[2].
فصلب الموضوع أن نحصل على رضى من
الله عزوجل ننجو به بعمل صالح ومغفرته.
وكأن روح شفاعة رسول الله صلي الله
عليه وآله مثلًا، هي أنّ الله تبارك وتعالى أراد أن يكرم نبيّه، ويظهر له شأنا من
بين خلقه، وكذلك بالنسبة لسائر الشفعاء.
قد يقرِّب ملكٌ شخصية معيّنة إلى
جنبه ومعها شخصيات أخرى لم تقرب ويريد بذلك أن يظهر شأنه، وهكذا يفعل الفقيه،
وغيره، والله عزوجل يريد أن يريَ مقاماً كبيراً لطاعة نبيّه، وإخلاص نبيه، وعبودية
نبيه، ويجعله شفيعاً، وإلا فرحمة الله عزوجل هي الوسيلة الحقُّ، وليست رحمة الله
محتاجة إلى ضمِّ شيء آخر.
ونفهم من الآية والأحاديث أن هناك
مستويات ساقطة لا تنفع معها شفاعة.
وتقول آية أخرى:
(وَ اتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَ لا يُقْبَلُ
مِنْها