نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد جلد : 1 صفحه : 31
ظهورها منه، وهو يتجلّى للعقول
والقلوب من خلالها، وبإظهاره لها" [1].
معرفة الإنسان بالله محدودة:
و" معرفة أيّ مخلوق، ومنه الإنسان، لله سبحانه، لا بدَّ أن تكون معرفةً
محدودة، مهما بَلَغَت من حدّ [2]. والسبب
واضح، لأنَّ كلّ مخلوق محدود، فلا يزيد شيء مما عنده، ولا أَثرٌ من آثاره عليه
قدرًا [3]، ولا يتجاوز ماله من مدارك ومواهب.
وبذلك لا تبلغ معرفةُ عقلٍ ولا
قلب، مما خَلَقَ الله سبحانه، كُنْهَ الذات الإلهية المتعالية، ولا أيَّ صفة من
صفاته سبحانه، وذلك واضح جدًّا، لأنَّ الله كامل بالكمال المطلق، وليس بإمكان
المحدود أن يصل إلى حقيقة المطلق، وليس بإمكان الناقص أن يلمّ بِكُنْه الكامل"
[4].
النّوع الثاني: المعرفةُ
الْممتنعةُ
إنّ" حقيقة الذات والصفات
الإلهية المتعالية فلا سبيل لمخلوق على الإطلاق أن ينالها بعقل أو بقلب، فإنها
أبعد من أن تُنال بعلم، أو ظن، أو خيال، أو وهم، فكل ذلك له منتهى
[5] لا وجود له بعده، ومدى لا امتداد له وراءه، وحدّ لا يتعداه، والله
عزوجل لا تحدّه حدود، ولا تقف بكماله الآماد، ولا الآباد، وهو فوق كلّ أفق رفيع
وأرفع وأرفع من آفاق الكمال، وأبعد من كلّ بُعْدٍ بعيد وأبعد وأبعد من أبعاد العزّ
والمجد والعظمة والجلال والجمال.
كلُّ شيء مخلوقٍ فأنّى له أن ينال
الخالق؟! وكلّ شيء خاضع للحدود،