responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 295

ويأتي سؤال على هذا الفرض، وهو: أنّه إذا كانت الأرواح باقية، لا ينالها موت بالنفخة الأولى، ويمتد البقاء بها إلى يوم القيامة، فما هو موت الملائكة، وهم وجودات روحانية، بلا شائبة من المادة؟

وإذا كانوا، وهم أرواح، لا يصيبهم ممات، فأين مكان العموم في قوله سبحانه: (كُلُّ شَيْ‌ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) [1]؟

ومفاد الآية يركّز على تفرّد الله سبحانه بعزّ البقاء، دون من عداه الذي يناله ذُلّ الفناء، وهو معنى لا يكاد يقبل التخصيص، ولا يوجد شي‌ء واضح في تخصيصه.

ولو طُرح احتمال بقاء الأرواح بعد النفخة الأولى، بصورة كليّة، فمع استثناء بعض الملائكة أو الأرواح الإنسانيّة الكريمة على الله بدرجة عالية، من الصَّعق بهذه النفخة، فإنّ الموت ينالها قبل يوم القيامة، والله العالم وله المشيئة المطلقة، والحكمة البالغة.

ونقرأ من آيات النفخة الأولى ما يأتي: (وَ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ وَ كُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ) [2]. وكما يرى البعض أن هذه الآية من آيات النفخة الأولى يراها آخر أنها من آيات النفخة الثانية، ولا يستبعد صاحب الميزان أنها تعمّ كلًّا منهما.

والفزع كما هو وارد في الأولى وارد في الثانية، وكلّ من يوم الإماتة ويوم البعث يوم ذخور وذُلّ لقهر الله وسلطانه وحاكميته.

وإذا كانت هذه الآية في النفخة الأولى فهي تلتقي مع كون الصعقة التي تحدثت عنها الآية السابقة بكونها صعقة غشية للفزع المستثنى منه من شاء الله وإن كان الموت عامّاً للجميع كما يفيده قوله سبحانه: (وَ كُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ) [3].


[1]. القصص: 88.

[2]. النمل: 87.

[3]. النمل: 87.

نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست