responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 219

الْجَنَّةِ) [1]. ويلاحظ أن عالم الجنة الذي كان يسكنه آدم وحواء لم يكن عالم تكليف‌ [2]، ووسوسة الشيطان لم تتعلق بأمر تكليفي، إنما كان هناك إرشاد لآدم بأن الأكل من الشجرة سيفقده البقاء حيث هو، وسيؤول به إلى الحياة في الأرض حيث المشقّة والبلاء والاختبار الكبير، وإن كانت حياته عليه السلام ستنتهي بالكرامة بعد المعاناة المرَّة.

والمخالفة إنما كانت لهذا الأمر الإرشادي، والتي لا تعني التمرّد على الله، والخروج على حقّ طاعته، والتنكُّر لوظيفة العبودية الثابتة له على خلقه" [3].

الشبهة الثالثة:

في قوله سبحانه:" (وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) [4]، فقد يقال: إنّ لأماني الشيطان مكاناً في قلوب الأنبياء بدلالة الآية.

والأمر ليس كذلك، وإنما تفسير العلماء للآية الكريمة بأن للشيطان دوراً تخريبيّاً لجهود الأنبياء الإرشادية والتربوية للناس، ومحاولات مضادّة لهذه الجهود تتركز على من يخاطبهم الأنبياء، ويسعون لهدايتهم.

فالشيطان يقف دائماً في وجه أمنية الأنبياء بهداية الناس بالوسوسة للناس المخاطبين وليس بحرف قلب الأنبياء عن الله سبحانه، وعن وظيفة تبليغهم" [5].


[1]. الأعراف: 27. ظاهر الآية أنَّ آدم عليه السلام استجاب للشيطان بمخالفة الله سبحانه وتعالي فاستحقّ بذلك أن يُخرج من الجنّة، وأن الأمر كان أمرا مولويا صادرا من الله عزوجل بما هو رب، بما أنه تجب طاعة العبد له. «منه حفظه الله»

[2]. لم تكن هناك شرائع، ولا تكليف بصلاة وصوم وحج وخمس وما إلى ذلك، فعالم الجنة لم يكن عالم تكليف، فلا يوجد هناك أصلًا حكم تكليفي مولوي تجب طاعته. «منه حفظه الله»

[3]. خطبة الجمعة (450) 2 جمادى الثاني 1432 ه-- 6 مايو 2011 م.

[4]. الحج: 52.

[5]. خطبة الجمعة (450) 2 جمادى الثاني 1432 ه-- 6 مايو 2011 م.

نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 219
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست