responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 181

وهناك عدد من الحقائق العلمية الدقيقة الخفيَّة على الفهم البشري أيّامَ تَنزَّلَ بذكرها القرآن الكريم، ولا يسمح مستواها لإنسان أُمِّي قال عنه القرآن الكريم: (وَ ما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَ لا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ) [1].

وعَلِم القوم الذين كان يعيش فيهم أنّ واقعه كذلك‌ [2]، وإلّا اعترض معاندوهم على الأقلّ على ما ذكرته الآية من هذا الأمر.

وما كان يتأتّى ذلك لدارسٍ عادٍ، ولا للبيئة العلميّة والثقافيّة العربيّة التي كانت أيام دعوى الوحي والرسالة أن تكون في المتناول.

إنَّ ذكر هذه الحقائق من الكتاب الكريم، على لسان محمد بن عبدالله صلي الله عليه وآله الذي يشهد تاريخُه بأمِّيته، وعدم انتسابه للدراسة العلميّة الخفيفة، فضلًا عن المكثّفة، في بيئة عالميّة بعيدة عن طرح هذه الحقائق، وبيئة عربيّة علميّة متخلِّفة، ومن غير غرضٍ حياتي عمليٍ‌ [3]، إلّا ما كان يستهدفه هذا الذِّكْر المصحوب بالتحدي العام للقرآن، من إثبات الصّلة الغيبية الخاصة للرسول صلي الله عليه وآله بكلمة الوحي الإلهي، دالٌّ بصورة قاطعة على هذه الصِّلة، والتلقّي لوحي الله وسماويّة الكتاب الكريم.

ولم يأتِ ذِكْر هذه الحقائق في مناظرة علميّة، ولا في سياق إبراز الشّخصية، والعبقرية المتميّزة، ولا لتقديم حقائق علمية لخدمة البيئة وتطويرها، ولا في معرض الظنّ والتّخمين، ولا بصورة أنها قابلة للبحث، وإنما بصورة أنها


[1]. العنكبوت: 48.

[2]. كان يعلم القوم أنَّ واقع الرسول كذلك، وإلا لقالوا للقرآن الكريم أنت تقول بأنه لم يكن يخطّ بيمينه كتابا، ونحن نعلم بأنه كان على فهم شي‌ء من الكتابة. «منه حفظه الله»

[3]. ما كان القرآن الكريم في معرض أن يبني في ذلك اليوم حضارة مادية ليطرح الحقائق العلمية تمهيداً لبناء تلك الحضارة، وما كان طرح تلك الآيات الكريمة للاستفادة من إقامة بناء مادي. «منه حفظهالله»

نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 181
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست