نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد جلد : 1 صفحه : 158
تقول الكلمةُ عن أمير المؤمنين
عليه السلام: «فَبَعَثَ فِيهِمْ رُسُلَهُ، ووَاتَرَ إِلَيْهِمْ أَنْبِيَاءَهُ،لِيَسْتَأْدُوهُمْ مِيثَاقَ فِطْرَتِهِ، ويُذَكِّرُوهُمْ مَنْسِيَّ نِعْمَتِهِ،وَيَحْتَجُّوا عَلَيْهِمْ بِالتَّبْلِيغِ» [1]،
وتقول الكلمة الأخرى عنه عليه السلام:
«بَعَثَ اللَّهُ رُسُلَهُ بِمَا خَصَّهُمْ بِهِ مِنْ وَحْيِهِ وجَعَلَهُمْ حُجَّةًلَهُ عَلَى خَلْقِهِ لِئَلَّا تَجِبَ الْحُجَّةُ لَهُمْ بِتَرْكِ الْإِعْذَارِإِلَيْهِمْ فَدَعَاهُمْ بِلِسَانِ الصِّدْقِ [2]إِلَى سَبِيلِ الْحَقِّ» [3].
فإتمام الحجة لله على عباده،
هدفٌ جليٌّ من أهداف الرسالة، وبإرسال الرسل، ووصول خبر دعوتهم إلى أي مسمع يُقطع
عذرُ كلّ معتذر، ويسدّ باب حجة يحتج بها عبد أسرف على نفسه، وأمّة ضيعت طريق هداها"
[4].
الهدف الثاني: التّوحيد العام
الخالص
والمقصود به: أن توحّدَ الإنسانية،
فردُها ومجتُمعها ربَّها الحقّ، الذي لا ربّ لها غيره، في فكرها ومشاعرها وكلّ
مساحات حياتها، وتخصه بالعبادة والطاعة، ولا تشرك به شيئا، وترجع إليه في كلّ هداها
وتشريعها، ومنهج حياتها، وما تأخذ به من هدف، وتسعى إليه من غاية.
ولأنه لا طريق للإنسان إلى شيء من
الرحمة والنعمة والكرامة والمكانة اللائقة، والكمال والسعادة- وكلّ ذلك هدف الخلق
عند الله للإنسان- إلا بتوجهه إلى رّبه وانشداده إليه، وتعلقه به، والعكوف على
عبادته، والانفصال عن كلّ الأرباب الزائفة من دونه، والاستقامة على طريقه، والوفاء
بعهده وميثاقه تحتم أن يكون التوحيد هدفا أساسا للنبوة والرسالة، وعمل الرسالات