responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 112

بِمَا قَدْ عَرَّفَكُمْ مِنْ نَفْسِه» [1]، وما كان الله عزوجل أن يحتجّ على العباد بما لم يعرّفهم به من نفسه، فلولا أن ألهمهم معرفته، وفتح لهم أبواب العقل والقلب على مزيد من تلك المعرفة، وبثّ الآيات الكونية التي تملأ كلّ زاوية من هذا الكون، وتظهر في كلّ ذرّة من ذرّاته لما كان يحتجّ على أحد، ولا يطالب أحداً بمعرفته وعبادته.

وعنه عليه السلام: «إِنَّمَاعَرَفَ اللَّهَ مَنْ عَرَفَه بِاللَّهِ، فَمَنْ لَمْ يَعْرِفْه بِهِ فَلَيْسَيَعْرِفُهُ، إِنَّمَا يَعْرِفُ غَيْرَهَ‌- إلى أن قال:-ولَا تُدْرَكُ مَعْرِفَةُ اللَّهِ إِلَّا بِاللَّهِ» [2]" [3].

و" بمن المعرفة؟ بمن اعرف ربي؟ بالسماء اعرف ربي؟ بما أنبت؟ بما خلق؟ بما أحيا؟ «بِكَعَرَفْتُكَ، وَأَنْتَ دَلَلْتَنِي عَلَيْكَ، وَدَعَوْتَنِي إِلَيْكَ، وَلَوْ لَاأَنْتَ لَمْ أَدْرِ مَا أَنْتَ» [4]. [فإنّ‌] الخلق والنظام والعلم والعطاء والكمالات المحدودة المتفاوتة، انعكاسات لنور الوجود الإلهي المطلق، لا بالصورة المطلقة التي لا يطيقها المحدود.

أنت ترى انعكاسا لنور الله، أنت ترى في عظمة الجبال، في جمال الوردة، في دقة الصنع، في إحكام التدبير، انعكاسا، شعاعاً، من إشعاع الوجود الإلهي المطلق .. فأنت به تراه" [5].

و" عن علي عليه السلام: «الظَّاهِرِبِعَجَائِبِ تَدْبِيرِهِ لِلنَّاظِرِينَ، وَالْبَاطِنِ بِجَلَالِ عِزَّتِهِ عَنْفِكْرِ الْمُتَوَهِّمِين» [6]، فليس من يملك نظراً إلا وهو مقهور على الإقرار بالله سبحانه وتعالي، وليس شي‌ء من القلوب ما ينكره، ولكنّه الخفيّ، الذي لا تصله العقول والقلوب، إذا أرادت أن تصل إلى كنه ذاته تبارك وتعالى، فإنّ‌


[1]. الكافي للكليني: 1/ 86 ح 3.

[2]. التوحيد للصدوق: 142 ح 7.

[3]. خطبة الجمعة (379) 8 شعبان 1430 ه-- 31 يوليو 2009 م.

[4]. إقبال الأعمال لابن طاوس: 1/ 67. من دعاء رواه أَبِو حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ، عنْ زَين الْعَابِدِينَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ).

[5]. خطبة الجمعة (50) 1 المحرم 1423 ه-- 15 مارس 2002 م.

[6]. نهج البلاغة للرّضي: 329 ح 213.

نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست