وعن أبي
نوفل بن أبي عقرب ، قال : جاءت امرأةٌ إلى عمر بن الخطّاب فقالت :
يا أمير المؤمنين ، إنّي امرأةٌ كما ترى ، وغيري من النساء أجملُ مني ، ولي عبدٌ
قد رضيتُ دينه وأمانته ، فأردت أن أتزوّجه .
فبعث عمر إلى العبد ، فضربها [أي المرأة] ضرباً ، وأمر
بالعبد فبِيعَ في أرض غُربةٍ ![314]
وفي «مصنَّف
عبدالرزّاق» : عن قتادة ، قال : جاءت امرأةٌ إلى أبي بكر فقالت : أُعْتِقُ عبدي
وأتزوّجه فهو أهونُ علَيّ مؤونةً من غيره ؟
فــقال : اِئْــتي عمر فســليه . فــســأَلَت عمر فضربها
حتّى فَشْفَشَت ببولها [315]
فـهذه
الأخلاق الشديدة والغليظة لا يحبّها عموم الناس ، خصوصاً النساء منهـم ، إذ كيف
بعمر بن الخطّاب يفعل هكذا بالمسلمين ، وهم لا يريدون إلّا العمل بما أجاز الله
لهم ؟! وهل تتّفق غلظته وضربه وشتمه الناس بحيث لا
يمكنهم أن يضربوه أو يشتموه وفقَ العدل الإسلاميّ الذي أمرنا الله به ، وبالرفق
بالمسلمين والغلظة على الكافرين ؟! إنّه تساؤل فقط والآن مع موضوع آخر :
[313]- تاريخ الطبريّ 2: 679، تاريخ مدينة
دمشق 39: 303، الكامل في التاريخ 3: 70، كنز العمّال 14: 34 / ح 37978.
[314]- مصنَّف ابن
أبي شيبة 5: 537 / ح 28763 ـ من كتاب الحدود، باب في المرأة تزوَّج عبدها.