على أنّنا اليوم بالضرورة والوجدان لا نرى أولاداً نسبيّين
لرسول الله إلّا أولاد فاطمة الزهراء من أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ، وهذه إحدى
نبوءات رسول الله ودلائل نبوته ، وهو المعنيّ من قوله تعالى : إِنَّا
أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ، فقد قال الفخر الرازيّ في تفسير هذه
الآية :
. فانظرْ كم قُتل من أهل البيت ، ثمّ
العالَم ممتلئٌ منهم ، ولم يبقَ من بني أميّة في الدنيا أحدٌ يُعبأ به .
ثمّ انــظر كــم مـنـهم
من الأكابر من الــعلماء : كالبــاقر والصادق ، والكاظم والرضا ، والنفس الزكيّة ،
وأمثالهم[290].
وعليه ،
فإنّ هذه النصوص وغيرها تشكّكنا في مدّعى عمر بن الخطّاب في طلب القربى ، بل تُوصلنا
إلى أنّ الأمر لم يكن كما يصوّره أتباع «مدرسة الخلفاء» ، لأنّ العلل والأسباب
التي ذكرها عمر أو ذكروها له في التزويج لا تتّفق مع ما كان يهدف إليه عمر عمليّاً
.
نعم، ربّما أراد عمر بزواجه من أمّ كلثوم بنت عليّ التشكيك في مِلكيّة
الصديقة فاطمة الزهراء لفدك أو المشاركة في فدك ، ولذلك ادّعَوا وجود ولد وبنت
لعمر من أمّ كلثوم بنت عليّ ، وهذا ما قاله بعض أعلام العامّة صراحةً ، مثل