الصحابة وتخوفهم من أسماء بعض السور:

لا خلاف بأنّ بعض كبار الصحابة كانوا يخافون من بعض السور، لما فيها وفي أسمائها من التنديد ببعضهم.

فعن سعيد بن جبير، قال: «قلت لابن عبّاس: سورة التوبة، قال: التوبة؟! بل هي الفاضحة، ما زالت تنزل [فيهم] ومنهم حتّى ظننّا أن لن يبقى منّا أحد إلّا ذكر فيها» [1082].

وفي آخر: «إنّها الفاضحة، ما زالت تنزل فيهم ومنهم حتّى خشينا أن لاتدع أحدا» [1083].

وعن حذيفة: «إنّكم تسمّونها سورة التوبة وإنما هي سورة العذاب، والله ما تركت أحدا إلّا نالت منه» [1084].

وفي آخر: الّتي تسمّون سورة التوبة هي سورة العذاب، وما تقرؤون منها ممّا كنّا نقرأ رُبْعَها» [1085].

[1082] الدرّ المنثور ٤: ١٢٠، والخبر في صحيح البخاري ٤: ١٨٥٢/ ح ٤٦٠٠، وصحيح مسلم 4: 3222 / ح 3031، باب تفسير سوره‌الحشـر، وفيها: «ما زالت تنزل ومنهم، ومنهم حتّى ظنّوا أنّها لن تبقي أحدا منهم إلّاذكر فيها».

[1083] تفسير الرازي١٥: ١٧٢، البيان في عد آي القرآن: 160.

[1084] تفسير الرازي ١٥: ١٧٢، الناسخ والمنسوخ للكرمي: 115.

[1085] المعجم الاوسط 2: 85 / ح 1330، وعنه السيوطي في الدر المنثور 4: 120، والمستدرك للحاكم وتلخيصه للذهبي ٢: 361 / ح 3274 وصحّحا اسناده.