بقي شيء ، وهو : ما السرّ في تخصيص عثمان حمران بقوله : «إنَّ
ناساً يتحدّثون» في حين لا نرى الأخير يشكِّك أو يسأل
الخليفة عن مشروعيّة الوضوء الجديد ، أو لا نراه يطرح أو
يستنصر لوضوء الناس ، وهم الخطّ المخالف لعثمان في الوضوء !
بل كلّ
ما في الأمر أنّ حمران أتى بماء لعثمان ، فتوضّأ ثمّ قال «إنّ
ناساً يتحدّثون» فما هو السـبب في إثارة الخليفة هذا
الخبر دون سابق إنذار ؟!
أشرنا
من خلال البحوث السابقة إلى أنَّ الخليفة عثمان كان يمسح ظهر قدميه[139] ، وقد مرَّت عليك بعض النصوص الدالّة على ذلك ممّا هو مذكور في السنن
والمسانيد ، وأغلبها عن طريق حمران .
كما
قلنا بأنَّ الخليفة أراد بضحكه أن يتعرّف على موقف الصحابة في غسله للأعضاء وهل
أنّهم سيعارضونه أم لا ؟ كما دلّلنا كذلك بأنَّه كان يُشهد الصحابة على وضوئه ويذيّل أحاديثه
بما سمعه أو رآه من رسول الله كي ينتقل من بيان أمر معلوم إلى إثبات المجهول ، وأنّ هذه المواقف كغيرها كانت تؤذي بعض الصحابة ، لأنَّهم ما كانوا قد رأوا رسول الله قد فعل ذلك ولا سمعوا أنّه أمر به .
فالمسلمون
قد اضطرّوا لموافقة عثمان في تلك المواقف إمَّا خوفا أو حفاظا على وحدة الصفّ
الإسلاميّ ، وحتى إنَّ الناس قد طلبوا من عليّ بن أبي طالب أن
[139] كما جاء في خبر
ابن أبي شيبة ،
أنظر : المصنف 1 : 16 كتاب الطهارات ، باب في الوضوء كم مرة هو / ح 56 ، مسند أحمد 1 : 58 / ح 415 ، مسند البزار 2 : 72 عن مسلم بن يسار / ح
419 ، وانظر أيضا
صفحه 87 من هذا الكتاب .