الإمام
علي وحده لما تبعه رجال معاندون له من أمثال الشعبيّ وعكرمة أبدا ؛ لأنَّ المعروف
عن عكرمة أنَّه أوَّل مَن نشر رأي الخوارج في المغرب ،
وهو القائل بأنَّ قوله تعالى : إِنَّمَا
وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ
الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةِ وَهُمْ رَاكِعُونَ[677] نزلت في أبي بكر ، خلافا لجميع المفسرين[678] ، وهو القائل أيضا بأنَّ آية التطهير نزلت في نساء النبيّ ، واشتهر عنه أنّه كان يصيح في الأسواق :
ليس كما تذهبون إليه ، إنّما نزلت في نساء النبيّ ، كما كان يدعو الناس ـ
من بغضه لعليّ وأهل بيته ـ إلى المباهلة في آية التطهير[679] .
ولم
يوافقه في ذلك إلّا مقاتل بن سليمان ونفر آخر ،
وله أحاديث أُخرى كلّها تدلِّ على بغضه وانتقاصه من عليّ ،
لكن كل هذا لا يدعوه إلى مخالفة مفردة المسح على القدمين .
وعليه ، فأن مجيء أسماء اُناس ، كأنس بن مالك ، والشعبي ، وعكرمة ، وعروة بن الزبير وغيرهم من مخالفي الإمام علي في سجل الوضوء الثنائي المسحي ، يعتبر دليلاً على أصالة هذا الخط ،
وأن هذا الوضوء هو وضوء رسول الله حقا لا أنّه وضوء الإمام علي والرافضة بالخصوص
كما يقولون .
محمّد بن علي الباقر
أخرج
الكليني بسنده ، عن زرارة ؛ قال : قال أبو جعفر : «ألا أحكي لكم
[678] التفسير الكبير ، للرازي 12 : 23 ، زاد المسير 2 : 383 .
[679] تفسير الطبري 22 : 8 ، تفسير ابن كثير 3 : 484 ، تفسير القرطبي 14 : 182 ، تاريخ دمشق 69 : 150 /
الترجمة 9339 لرملة بنت أبي سفيان ، سير أعلام النبلاء 2 : 208
/ الترجمة 3 لأم سلمة رضي الله عنها .