بعد أن
توصّلنا في البحوث السابقة إلى تعيين زمن الخلاف ،
ومنزلة المختلفين ، نتساءل ، بمايلي :
لو صحّ
ما ذهبنا إليه ، فلماذا لا نرى لعليّ موقفا في مواجهة هذه البدعة الظاهرة ، من خطبة أو رسالة أو رأي ؟
وإذا
كان الأمر كذلك فما هو تفسيرنا لها ؟
أضف إلى
ذلك ، أنّ الشيخ الأميني ـ وهو من علماء الإمامية ـ وكذا المجلسي وغيره من
الأعلام الذين اشاروا إلى مثالب عثمان لم يتطرقا لهذه المسألة ، ولم يعدّاها من مبتدعات الخليفة الثالث !
نلخص
الجواب عن هذا التساؤل في أربع نقاط :
الأُولى: معارضة الصحابة لوضوء
عثمان
أوقفتنا
البحوث السابقة على وجود معارضة دينيّة قويّة كانت تواجه الخليفة ، وقفت له بالمرصاد وعارضت اجتهاداته ،
وبمناسبات عديدة ، لكنّ الخليفة ظلّ غير عابئ بتلك المعارضة ،
وواصل مسيره في تطبيق ما يراه من آراء ، غير مكترث بما قيل
ويقال ضدّه ، وما قضيّة الوضوء ، إلّا إحدى تلك الموارد ؛ فأنّه ـ وكما مرّ سابقا ـ كان يجلس بالمقاعد
وباب الدرب ، وبحضور الصحابة ، فيشهدهم على