يحيى « 125 هـ » بخراسان ، وعبدالله بن معاوية بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب الذي قاد حركته
في سنة « 128 هـ » في
إصفهان .
فالأمويّون
والعباسيّون في حدود المسألة التشريعيّة لا يمكنهم الوقوف أمام تأذين عليّ بن
الحسين ومحمّد الباقر وجعفر الصادق بـ « حيّ على خير العمل » ، لوجود أمثال عبدالله بن عمر وأبي أمامة بن سهل بن حنيف وغيرهما ممن
أذّن بها .
على أنّه يمكن حمل
سكوت الأمو يين هذا
على أنّهم استهدفوا من عملهم هذا هدفاً سياسياً ،
وهو التعرّف على الطالبيين وتجمّعاتهم ، وقد وضحنا سابقاً في
كتابنا ( وضوء
النبيّ ) أنّ
الطالبيين هم المعارضون الحقيقيون للحكومتين الأموية والعباسية .
واستقراراً على
هدفهم هذا سعوا أن يجمعوا الأمة على فقه يخالف فقه الإمام عليّ بن أبي طالب ؛ الذي فيه الجهر بالبسملة ، والجمع بين الصلاتين ، وعدم مسح الخفّين ، والمسح على الارجل ، والتكبير على الميت خمساً ، وغيرها من الأمور
الشرعية ذات البُعد الشعاري التي استخدمها النهج الحاكم للتعرف على جماعات
الطالبيين .
وفي هذه الظروف
وهذا الخضمّ كان من الطبيعي أن تكون الحيعلة الثالثة من تلك المسائل الشرعية
السياسية التي كان للحكام من وراء حذفها ومحاربتها هدف بل أهداف .
وفي قبالة ذلك
التيار الجارف نجد أنّ الإمامين الباقر والصادق كانا يدعوان إلى الحيعلة الثالثة ، ويؤكّدان على شرعيتها بدون خوف واكتراث من السلطة ، لكن الأمر نفسه لم يكن عند الثوار في ظروف التعبئة السريّة ، بل كانوا يتّقون ويخافون من تعرف السلطة على مواقعهم العسكر ية وتجمعاتهم الثور ية ، فلم يقولوا بـ « حيّ على خير العمل » إلّا في الصحراء وحين يأمنون مكر السلطة .