ذكرت كتب الحديث
والتاريخ أنّ لـ « حيّ على
خير العمل » مَعنَيَين : ظاهريّ وباطنيّ :
أمّا المعنى
الظاهري لجملة « حيّ على
خير العمل » فهو : أنّ خير الأعمال الصلاة والدعوة إلى إتيانها ،
وهذا هو الفهم الاوّلي المتبادر للذهن .
وتدلّ عليه رواية
الصدوق في علل الشرائع وعيون أخبار الرضا فيما رواه من العلل عن الإمام الرضا 1 فقال : أخبِرني عن الأذان ، لِم أُمروا به ؟
قال : لعلل كثيرة ، منها : أن يكون تذكيراً للساهي ، وتنبيهاً للغافل ، وتعر يفاً
لمن جهل الوقت إلى أن يقول : فجعل النداء إلى الصلاة في وسط الأذان ،
فقدّم قبلها أربعاً : التكبيرتين والشهادتين ، وأخّر بعدها أربعاً : يدعو إلى الفلاح حثاً على البر والصلاة ،
ثمّ دعا إلى خير العمل مرغّباً فيها وفي عملها وفي أدائها ،
ثمّ نادى بالتكبير والتهليل ليتمّ بعدها أربعاً [736] .
أما المعنى الباطني
المكنون ـ الذي يعرفه أهل البيت ومن نزل في بيوتهم الكتاب والوحي ـ فهو ما رواه الصدوق في معاني الأخبار وعلل الشرائع ، بإسناده عن محمّد بن مروان ، عن الباقر 1 ، قال : أتدري ما تفسير « حيّ على خير العمل » ؟
[736] علل الشرائع : 259 الباب
182 ، عيون أخبار الرضا 2 : 103 -