قال الصدوق: إنّما
تَرَكَ الراوي ذِكر « حيّ
على خير العمل » للتقيّة[341] ، وقد روي في خبر آخر أنَّ الصادق 1 سئل عن معنى « حيّ على خير العمل » فقال : « خير العمل : الولاية » .
وفي خبر آخر : « خير العمل : بِرُّ فاطمةَ وولدها »[342] .
قلتُ :
سنفتح بإذن الله ملابسات هذه الرؤية وما يتلوها عن ابن عبّاس في البابين الأوّل « حيّ
على خير العمل ،
الشرعية والشعاريّة » ، والثالث « أشهد
أنّ عليّاً وليّ الله بين الشرعية والابتداع »
من هذه الدراسة إن شاء الله تعالى . إذ لا خلاف عند جميع الفرق الشيعية إسماعيلية كانت ، أم زيدية ، أم إمامية اثني عشرية بجزئية الحيعلة
الثالثة ،
وأكّد الدسوقي وغيره ـ كما
سيأتي ـ
على تأذين الإمام عليّ بن أبي طالب بها ، فقد يكون ـ وكما احتمله الشيخ الصدوق ـ الراوي إنّما ترك ذكر ( حيّ
على خير العمل ) للتقية وذلك للظروف التي كانت تمر بها
الشيعة .
ويؤيد ما قلناه في شرعية الحيعلة الثالثة وأنّها موجودة في الأخبار المنقولة عن
الإمام عليّ وابن عباس ما روي عند الزيدية عن ابن عبّاس عن عليّ بن أبي طالب قال : سمعت رسول الله 0 يقول : « لما انتُهي بي إلى سدرة المنتهى وفيه : حيّ على خير العمل حيّ على خير العمل »[343] .
[341] وعلق القاضي نعمان بن محمد بن حسون ( ت 363هـ ) في الايضاح على الرواية التي ليس فيها ذكر ( حي على خير العمل ) بقوله . ولا اظن والله
اعلم ان ذلك ترك من الرواية إلّا لمثل ما قدمت ذكره في كتاب الطهارات من الوجوه
التي من اجلها اختلفت الرواة عن اهل البيت ] أي البقية راجع دعائم الإسلام 1 : 59 ـ 60 [ فان لم يكن ذلك فقد ثبت انه اذن بها على عهد رسول الله 0 توفاه الله تعالى وان عمر اقطعه
[342] معاني الأخبار 38 ـ 41 والنصّ
عنه ، والتوحيد 238 ـ 241 كما في مستدرك وسائل الشيعة 4 : 65 ـ 70
ح 4187 / 1 ، وانظر : بيان المجلسيّ في بحار الأنوار 81 : 134
ـ 135 ، وتفسيره 1 الأذان في جامع الأخبار : 171 كما في
بحار الأنوار 81 : 153 ـ 155 -
[343] انظر : الخبر بتفصيله في كتاب
الاعتصام بحبل الله 1 : 290 -