نحن لو تأملنا تاريخ
قريش وما فعلته مع رسول الله
0 في بدء الدعوة وقضايا فتح مكّة لوقفنا
على خبث الأمو يين
واستغلالهم لرحمة رسول رب العالمين ، فقد اشتهر عن النبيّ 0 أنّه لما سمع قول القائل :
وجاء عنه قوله يوم
الفتح في أعدى عدوه : « من دخل بيت
أبي سفيان فهو آمن »[209] ، وقوله : « اذهبوا
أنتم الطلقاء »[210] ، لكن قريشاً ومع كلّ هذه الرحمة كانوا يتعاملون مع الرسالة والرسول
بشكل آخر .
قال الواقدي : وجاءت الظهر فأمر رسولُ الله 0 بلالاً أن يؤذّن فوق ظهر الكعبة وقريشٌ في رؤوس الجبال ، ومنهم من قد تَغيّب وستر وجهه خوفاً من أن يُقتلوا ، ومنهم من يطلب الأمان ، ومنهم من قد أمن .
فلمّا أذّن بلال
وبلغ إلى قوله « أشهد أن
محمّداً رسول الله
0 » رفع صوته كأشدّ ما يكون .
فقالت جوير ية بنت أبي جهل : قد لعمري « رفع لك ذِكرك » فأمّا الصلاة فسنصلّي ، ولكن والله لا نحبّ
مَن قتل الأحبة أبداً ، ولقد كان جاء أبي الذي جاء
[207] شرح
نهج البلاغة لابن أبي الحديد 11 : 44 ـ 45 باب ذكر ما مُني به آل البيت
من الأذى والاضطهاد .