ولا يجوز أن يريد بقوله: (مَن كنتُ مولاه) إلّا ما تقتضيه[238] مقدّمة الكلام، وإلّا لم يكن
لتقديمها فائدة، فكأنّه (ص) قال: (فمَن كنتُ أولى به من نفسه فعليٌ أولى به)، لتكون المقدّمة
مطابقة لما تأخر[239] ذكره، وما قصد إليه من الذكر
بعد المقدّمة يكون[240] مطابقًا لها، وقد علمنا أنّه
لم يرد بقوله: (ألستُ أولى بكم منكم بأنفسكم؟) إلّا في الطاعة والاتباع والانقياد،
فيجب فيما عطف عليه أن يكون هذا مراده به، وذلك لا يليق[241] إلّا بالإمامة»[242].
[في تفسير موقف بعض
الصحابة الذين تركوا بيعة أمير المؤمنين علیه السلام ]
[7- الوجه الأول:]
«إنّ الناس بعد رسول الله (ص) لم
يكونوا دافعين بأسرهم للنصّ، وعاملين[243] بخلافه، مع
علمهم الضروري به، وإنّما بادر قوم من الأنصار لمّا قبض رسول الله (ص) إلى طلب
الإمامة، واختلفت كلمة رؤسائهم بينهم، واتصلت حالهم بجماعة من
[238] في (غ): «ولا يجوز إلّا
أن يريد بقوله: مَن كنتُ مولاهما تقتضيه...».
[239] كذا في( غ)، وفي
(الشافي): «تقدم»، ويبدو أنّه خطأ.