وعلى أي حال فإنّه يرد عليه بأنّ مجرد التطابق بين العبارات لا يدلّ على أنّ المؤلّف واحد، فقد كان متعارفًا بين القدماء أن يستعيروا عبارات مَن تقدمهم من العلماء من دون الإشارة إلى ذلك، وقد تكون هذه الاستعارات مطوّلة تصل إلى عدّة صفحات، لا سطر أو سطرين كما في هذا الموضع محلّ البحث؛ ولهذا فنحن بدورنا نشك في نسبة هذا النصّ إلى كتاب (الإنصاف)، لذلك وضعناه أيضًا في القسم الثالث، وخصّصناه بالرقم (16).

وإلى هنا ينتهي عرضنا للنصوص المتبقية من كتاب (الإنصاف) لابن قِبَة، والمظانّ التي نَقلتْها. [213]

5. عملنا في الكتاب:

قمنا في هذا الكتاب بعدّة أُمور:

1. استخراج ما تبقى من كتاب (الإنصاف) من بين الكتب، وترتيبه في صورة

[213] أشار الباحث الدكتور عباس إقبال الآشتياني إلى وجود نصّ آخر للإنصاف مضمّن في (كمال الدين) للشيخ الصدوق (ينظر: خاندان نوبختي: 94)، وعلى الرغم من تتبعنا في مطاوي (كمال الدين) لم نعثر فيه على أي أثر لهذا النصّ، إضافة إلى أنّ السيّد المدرسيّ لم يشـر إلى ذلك في كتابه، على الرغم من قدراته الفائقة على التتبع الحثيث (ينظر: تطور: 185 الهامش5، مکتب: 220 الهامش4)، فعلى أي حال يبدو أنّ ما ذكره الآشتياني كان سهوًا، فإنّ المذكور في (كمال الدين) هو نصوص من كتب أُخرى لابن قِبَة، وليس بينها نصّ من كتاب (الإنصاف).