كلمة المركز:

والحمدُ لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمّد بن عبد الله (ص) ، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين.

أمّا بعدُ، فإنّ الأُمة العربية كتبت في الجاهلية شيئاً عن تراثها، وما برح أن زاد واتسع عندما سطع نور صاحب الرسالة (ص) ورفع عن الأُمم المجاورة غبار الجهل والظلم والسوط والعصا فضلاً عن الجزيرة العربية، فبدأت حركة العلم والتطوّر والتوسّع في شتّى مجالات الحياة نحو الرقي.

فقد امتلأت المكتبات العربية بالكتب المصنَّفة في مختلف العلوم والفنون، فعدّت لآلئ وجواهر ثمينة زيّنت جسد الأُمة الإسلامية، بل هي أغلى، فقد وصل بالمكتبات الحال أن امتلأت خزاناتها بعشرات الآلاف من المجلّدات إن لم تكن المئات، فقد نُقل أنّ خِزانة الخليفة الفاطميّ العزيز بالله (ت365هـ) في مصر ضمّت نحو (600) ألف مجلّد، وخِزانة الصاحب بن عبّاد (ت385هـ) بلغت (206) آلاف مجلّد، وغيرها الكثير.

وعلى الرغم من كثرة الكتب التراثية التي بدأت منذ عهد التدوين إلى يومنا هذا، فقد ضاع الكثير منها واندثرت أخباره، ومنها ما فقدت أجزاء منه؛ بسبب الحوادث والنكبات التي مرّت على أُمتنا الإسلامية، وهي غير خفيّة في بطون أمّات الكتب التأريخية وغيرها، ناهيك عن الكوارث الطبيعية من الفيضانات والزلازل، ومَن يُطالع كتاب الفهرست لابن النديم (ت385هـ) بما حواه من