فإن قال خصومنا: فما تقولون في شهادة سلمان[833] وأبي ذر[834] وعمّار[835]

[833]سلمان:هو أبو عبد الله سلمان المحمديّ، مولى رسول الله (ص) ، وأصله من فارس، وله قصة معروفة حول مجيئه إلى المدينة وإسلامه، وأول مَشاهده الخندق، حيث كان صاحب فكرة حفره، ولم يتخلف بعد ذلك عن أي مشهد من مَشاهد رسول الله (ص) ، وقد كان من زهاد الصحابة، وكبارعلمائهم وفضلائهم، وكان من السابقين المقربين من أمير المؤمنينj ومن شيعته، امتنع من بيعة أبي بكر في بداية الأمر، تولى المدائن لعمر بن الخطاب، وتوفي فيها في عهده، وقيل في عهد عثمان سنة (35هـ). (ينظر: الاختصاص للشيخ المفيد: 6، أُسد الغابة: 2/328).

[834]أبو ذر:هو جندب بن جنادة أبو ذر الغفاريّ، من أوائل المسلمين، أسلم في مكة رابع أربعة
أو خامس خمسة، ثمّ رجع إلى قومه إلى أن هاجر النبيّ (ص) إلى المدينة، فجاء إليها بعد ما ذهبت بدر وأحد والخندق، وبقي مع النبيّ (ص) إلى آخر حياته الشريفة، بايع النبيّ (ص) على أن لا تأخذه في الله لومة لائم، وعلى أن يقول الحق وإن كان مرًا، امتنع من بيعة أبي بكر في بداية الأمر، وكان من شيعة أمير المؤمنينj، هاجر إلى الشام بعد وفاة أبي بكر، وبقي فيها إلى أن ولي عثمان، فاستقدمه إلى المدينة لشكوى معاوية منه بسبب مواقفه الجريئة ونقده اللاذع لمعاوية، ثمّ نفاه عثمان إلى الربذة، فتوفي فيها سنة (32هـ)، وشهد وفاته جماعة من المؤمنين. (ينظر: الطبقات الكبرى: 4/226، الاختصاص للشيخ المفيد: 6، أُسد الغابة: 1/301).

[835]عمّار:هو عمّار بن ياسر أبو اليقظان حليف مخزوم، كان هو وأبوه وأُمه من السابقين إلى الإسلام، وأُمه سمية أول من استشهد في الإسلام، وكان ممّن عُذّب حتى نال من رسول الله (ص) وذكر آلهة قريش بخير تقيةً، لكن قلبه كان مطمئنًا بالإيمان، فنزل فيه قوله تعالى: (مَن كَفَرَ بِاللهِمِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ) (سورة النحل، الآية: 106)، اختلف في هجرته إلى الحبشة، لكنّه هاجر إلى المدينة، فشهد بدرًا وأحدًا والخندق وبيعة الرضوان، امتنع من بيعة أبي بكر في بداية الأمر، وكان من شيعة أمير المؤمنين ، استعمله عمر على الكوفة، وشهد الجمل وصفين مع أمير المؤمنين ، واستشهد في صفين سنة (37هـ) وكان عمره قد تجاوز التسعين، وقد قال النبيّ (ص) في حقّه: «يا عمّار، تقتلك الفئة الباغية». (ينظر: الاختصاص للشيخ المفيد: 6، أُسد الغابة: 4/43).