«[قال أبو
جعفر بن قِبَة مصنّف هذا الكتاب:] إنّا نقول[767] -وبالله التوفيق-:
[مقدّمة:]
ليس
الإسراف في الادّعاء، والتقوّل على الخصوم ممّا تثبت بهما حجة، ولو كان ذلك كذلك
لارتفع الحجاج بين المختلِفِين، واعتمد كلّ واحد[768] على إضافة ما يخطر بباله من
سوء القول إلى مخالفه، وعلى ضدّ هذا بُنِيَ الحِجاج ووضع النظر، والإنصاف أولى ما
يُعامَل به أهلُ الدين.
وليس قول أبي الحسن: (ليس لنا ملجأ نرجع إليه، ولا
قيِّمٌ[769] نعطف عليه، ولا سندٌ[770] نتمسك بقوله) حجة؛ لأنّ
دعواه هذه مجردة من البرهان، والدعوى إذا انفردت عن البرهان كانت غير مقبولة عند
ذوي العقول والألباب.
[عدم وجوب إظهار شخص الإمام
للناس كافّة:]
ولسنا نعجز عن أن نقول: بلى، لنا -والحمد لله- مَن نرجع
إليه، ونقف عند أمره، ومَن قد[771] ثبتت حجته، وظهرت أدلته.
[767] جاء في (كمال الدين: 53):
«فأجابه أبو جعفر محمّد بن عبد الرحمن بن قِبَة الرازيّ بأن قال: إنّا نقول: ...».