وإمّا شيء يظهر في علمه، كما ظهر في أمير المؤمنينj
يوم النهر حين قال: (واللّهِ ما عبروا
النهر، ولا يعبرون[692]، واللّهِ ما يُقتل
منكم عشـرة، ولا ينجو منهم عشرة)[693].
ج. وإمّا أن يظهر من أحدهما مذهب يدلّ
على أنّ الاقتداء به لا يجوز، كما ظهر من علم الزيدية القولُ بالاجتهاد والقياس في
الفرائض السمعية والأحكام، فيُعلم بهذا أنّهم غير أئمة.
[موقف
المؤلّف من زيد بن علي:]
ولستُ[694] أُريد
بهذا القول زيد بن علي[695]
وأشباهه؛ لأنّ أولئك لم يُظهِروا ما يُنكَر،
[692] في الأصل: ولا يعبروا ، وما أثبتناه من (ب) وهو
الصواب.
[693] لم نعثر على مصدر يذكر
هذه الجملة بالكامل، وإنّما هي موجودة في مصدرين وفي ضمن عبارتين: الأولى: ما نقله
المجلسي في البحار عن كتاب (الخوارج) للمدائني: «والله ما عبروه، ولن يعبروه، وإنّ مصارعهم
دون النطفة». (بحار الأنوار: 41/339)، والأُخرى: «مصارعهم دون النطفة، والله لا يفلت منهم عشـرة،
ولا يهلك منكم عشـرة» (نهج البلاغة: 1/107، الخطبة 59).
ويمكن
عدّ هذا الكتاب -أي
(نقض كتاب الاشهاد) لابن قِبَة- من أقدم مصادر هذه الخطبة، ولكن لم يشر إليه
السيّد الخطيب، ولم يجعله مصدرًا من مصادر هذه الخطبة (ينظر: مصادر نهج البلاغة:
2/37-38).
زيد بن علي:هو الشهيد زيد ابن الإمام علي زين
العابدين ،
كان عين إخوته بعد الباقر وأفضلهم، وكان عابدًا ورعًا فقيهًا سخيًا شجاعًا، ظهر بالسيف يأمر
بالمعروف وينهى عن المنكر ويطالب بثارات الحسين ، وقد اعتقد عدد من الشيعة بإمامته من دون أن يدّعيها لنفسه. ثار
في الكوفة في عهد هشام بن عبد الملك، وبايعه أهلها لكنّهم نقضوا بيعته وأسلموه،
فاستشهد فيها في حدود سنة (120هـ)، وصلب أربع سنوات، وقد حزن عليه الصادق حزنًا شديدًا. (ينظر: الإرشاد
للشيخ المفيد: 2/171).