فإلى
متى تأتي بالدعوى، وتعرض عن الحجة، وتهوِّل علينا بقراءة القرآن، وتوهم أنّ لك في
قراءته حجة ليست لخصومك.
والله المستعان.
[ثانيًا: عدم اشتراط
الجهاد في الإمام:]
ثمّ قال صاحب الكتاب: فليس[665] مَن دعا إلى الخير من العترة
-كمن أمر بالمعروف، ونهى عن المنكر، وجاهد في الله حق جهاده- سواءً، وسائرَ العترة
ممّن لم يدعُ إلى الخير، ولم يجاهد في الله حقَّ جهاده، كما لم يجعل الله مَن هذا
سبيله مِن أهل الكتاب سواء وسائر أهل الكتاب. وإن كان تارك ذلك فاضلًا عابدًا؛ لأنّ
العبادة نافلة، والجهاد فريضة لازمة كسائر الفرائض، صاحبُها يمشي بالسيف إلى
السيف، ويؤثر على الدعة الخوفَ.
ثمّ قرأ سورة الواقعة، وذكر الآيات التي ذكر الله فيها الجهاد[666]، وأتبع الآيات بالدعاوي، ولم
يحتجَّ لشيء من ذلك بحجة، فنطالبه بصحتها، أو[667] نقابله بما نسأله فيه الفصل.
فأقول -وبالله أستعين-:
أ. إن كان كثرة الجهاد هو الدليل
على الفضل والعلم والإمامة فالحسين أحق
[666] لا يوجد في سورة الواقعة آيات جهاد، فيكون العلويّ قد ذكر آيات الجهاد من
سور أُخرى، مثل قوله تعالى: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ
وَيَكُونَ الدِّينُلِلّهِ)
(سورة البقرة، الآية: 193)، وأمّا سورة الواقعة فقد يكون قد ذكرها للتهويل؛ لأنّ
فيها تصويرًا مخيفًا عن يوم القيامة.
[667] كذا في (ب)، وفي سائر
النسخ: «ونقابله». وما أثبتناه أوفق بالسياق.