والإمامة
-أسعدكم الله- إنّما تصح عندنا بالنصّ، وظهور الفضل، والعلم بالدين، مع الإعراض عن
القياسِ والاجتهادِ في الفرائض السمعية، وفي فروعها، ومن هذا الوجه عرفنا إمامة الإمام.
وسنقول في اختلاف الشيعة قولًا مقنعًا.
[الوجه في اختلاف الإمامية:]
قال
صاحب الكتاب: ثمّ لم يخل اختلافهم من أن يكون مولَّدًا من أنفسهم، أو من عند
الناقلين إليهم، أو من عند أئمتهم:
أ. فإن كان
اختلافهم من قبل أئمتهم فالإمام مَن جمع الكلمة، لا مَن كان سببًا للاختلاف بين
الأُمة، لا سيّما وهم أولياؤه دون أعدائه، ومن لا تقية بينهم وبينه.
وما الفرق بين المؤتمة والأُمة إذا كانوا مع أئمتهم
وحجج الله علیهم [داخلين][588] في أكثر ما عابوا على الأُمة
التي لا إمام لها من المخالفة في الدين وإكفار بعضهم بعضًا؟
ب. وإن يكن اختلافهم من قبل
الناقلين إليهم دينهم فما يؤمنهم من أن يكون هذا سبيلهم معهم فيما ألقوا إليه[589] من الإمامة[590]، لا سيّما إذا كان المدّعى
له الإمامة معدومَ العين، غيرَ مرئي الشخص.
[588] أضفنا ما بين المعقوفتين
لاقتضاء السياق. (ينظر: تطور: 244؛ مكتب: 282)