[إثبات إمامة الأئمة من ولد الحسين علیه السلام والإشارة إلى شروط الإمامة:]
ونحن لم نخصّ علي بن الحسين بن
عليb بما خصصناه به محاباة، ولا قلّدنا في
ذلك أحدًا، ولكن الأخبار قرعت سمعنا فيه بما لم تقرع في الحسن بن الحسن. ودلّنا
على أنّه أعلم منه ما نُقل من علم الحلال والحرام عنه، وعن الخلف من بعده، وعن أبي
عبد اللهg، ولم نسمع للحسن بن الحسن بشـيء[477] يمكننا أن
نقابل بينه وبين ما سمعناه من علم علي بن الحسينc، والعالِم
بالدين أحق بالإمامة ممّن لا علم له.
فإن كنتم يا معشر الزيدية عرفتم للحسن بن الحسن علمًا
بالحلال والحرام فأظهِروه، وإن لم تعرفوا له ذلك فتفكروا في قول الله : (أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْـحَقِّ أَحَقُّ أَن
يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّيَ إِلَّا أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ
تَحْكُمُونَ)[478]، فلسنا[479] ندفع الحسن بن الحسن عن فضل
وتقدم وطهارة وزكاة وعدالة، والإمامة[480] لا يتمّ أمرها إلّا بالعلم
بالدين، والمعرفة بأحكام ربّ العالمين، وبتأويل[481] كتابه.
[كيفية معرفة تأويل القرآن:]
وما
رأينا إلى يومنا هذا ولا سمعنا بأحد قالت الزيدية بإمامته[482] إلّا وهو يقول
[482] أي ممّن انفردت الزيدية
-دون الإمامية- بالقول بإمامته، مثل محمّد ذي النفس الزكية،
لا الأئمة الذين تشترك فيهم الزيدية مع الإمامية، مثل أمير المؤمنين والحسين ؛ لأنّ المؤلّف في مقام نقد أئمة الزيدية.