«[قال
ابن قِبَة الرازيّ:] قال صاحب الكتاب[418] -بعد أشياء كثيرة ذكرها،
لا منازعة فيها-: وقالت الزيدية[419] والمؤتمة[420]: الحجة من ولد فاطمة (س) بقول الرسول (ص) المُجمَعِ[421] عليه[422] في حجة الوداع[423]، ويومِ خرج إلى الصلاة في
[418] جاء في (كمال الدين: 94)
ما نصّه: «وقال أبو جعفر محمّد بن عبد الرحمن بن قِبَة الرازيّ في نقض كتاب
الاشهاد لأبي زيد العلويّ: قال صاحب الكتاب ...».
[419]الزيدية:هم
أتباع زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبb، ساقوا
الإمامة في أولاد فاطمةh ولم يجوزوا
ثبوت الإمامة في غيرهم، إلّا أنّهم جوزوا أن يكون كلّ فاطمي عالم شجاع سخي خرج
بالإمامة إمامًا واجب الطاعة، سواء كان من أولاد الحسن أو الحسينc، ولهذا آمنوا بإمامة زيد دون الباقرg، وانقسموا إلى: الجارودية والبترية والسليمانية. (ينظر: الملل
والنحل للشهرستانيّ: 1/154-161).
[423] روى عبد الله بن عباس،
قال: «حججنا مع رسول الله (ص)
حجة الوداع، فأخذ بحلقة باب الكعبة، وأقبل بوجهه علينا، فقال: (معاشر الناس، إني راحل
عن قريب، ومنطلق إلى المغيب، فأودعكم وأوصيكم بوصية فاحفظوها: إني تارك فيكم
الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبدًا ...)».(مستدرك الوسائل: 11/372-374).
وعن
زيد بن أرقم، قال: «لمّا رجع رسول الله (ص) من حجة الوداع نزل بغدير خم، ثمّ أمر بدوحات فقمَّ ما تحتهن، ثمّ
قال: (كأني قد
دعيت فأجبت، إني تركت فيكم الثقلين -أحدهما أكبر من الآخر-: كتاب الله وعترتي أهل
بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ...)» (كمال الدين: 234،
وينظر: صحيح مسلم: 7/122).