والذي
يجب علينا فيما خالفونا في نقله أن نبيّن أنّه ورد ورودًا يَقطع مثلُه العذرَ، وأنّه
نظيرُ ما قد قبلوه وقَطَعَ عذرَهم واحتجوا به على مخالفيهم من الأخبار التي تفردوا
هم بنقلها دون مخالفيهم، وجعلوها مع ذلك قاطعة للعذر وحجة على من خالفهم.
[: حديث
الغدير:]
فنقول
وبالله نستعين: إنّا ومخالفينا قد روينا عن النبي (ص)
أنّه قام يوم غدير خم -وقد جمع المسلمين-، فقال: «أيها الناس، ألستُ أولى
بالمؤمنين من أنفسهم؟».
فقالوا:
اللهمّ بلى.
قال:
«فمَن كنتُ
مولاه فعليٌ مولاه، اللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه، وانصـر مَن نصره، واخذل
مَن خذله».
ثمّ
نظرنا في معنى قول النبي (ص) : «ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم»، ثمّ [في] معنى قوله: «مَن كنتُ مولاه فعليٌ مولاه»، فوجدنا ذلك ينقسم في اللغة
على وجوه لا يُعلم في اللغة غيرها -أنا ذاكرها إن شاء الله- ونظرنا فيما يَجمع له
النبيُ (ص) الناسَ
ويَخطب به ويعظم الشأن فيه، فإذا هو شيء لا يجوز أن يكونوا علموه فكرره عليهم، ولا
شيء لا يفيدهم بالقول فيه معنى؛ لأنّ ذلك في صفة العابث، والعبثُ عن رسول الله (ص) منفي، فنرجع إلى ما يحتمله لفظة
المولى في اللغة:
يحتمل أن يكون المولى مالكَ الرق، كما يملك المولى
عبيده، وله أن يبيعه ويهبه.