توطئة

الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وعلّمنا القرآن، ومَنَّ علينا بمعرفة أحكام الحلال والحرام، فأعاننا على العمل بطاعته، ورغّبنا في ذلك بالجزيل من ثواب جنّته، وحذّرنا خِلافه ومعصيته بشديد عقابه ونقمته، والصلاة والسلام على الذي دَنا فتدلّى فَكَانَ قَاب قَوسَينِ أَو أَدنَى من العليّ الأعلى، النبيّ المصطفى محمّد (ص) ، وعلى أهل بيته المعصومين النجباء، وورثة عِلْمه الأمناء.

أما بعدُ فلا يخفى على أهل العِلْم والفضيلة ما لعِلْم الفقه من المكانة السامية والمقام الخاصّ؛ إذ اكتسب أهميّته مِن أهميّة مَوضوعه، وهي القوانين والأحكام الإلهيّة التي تُعنى بتنظيم شؤون حياة الإنسان بجميع أبعادها على النطاق الشخـصيّ والمجتمعيّ.

فمنذ أنْ خلق الله سبحانه وتعالى البشـريّة بعث إليها الأنبياء والمرسلين؛ مبشّرين ومنذرين، وهذا من مُقتضى حِكمته، وعموم لطفه، حتى لا يبقى للناس على الله حُجّة مِن بعد الرّسل، ولذلك نرى الفحول مِن عُظماء عُلمائنا الكرام قَضوا حَياتهم في تبيين تلك الأحكام وبسطها؛ لكي تكون سهلة الوصول والمنال لكلّ واردٍ وطالبٍ.

ومِن أولئك الجهابذة الأعاظم الذين قادوا حركةً علميّةً واسعةً بالتصنيف،